تحل علينا في اليوم الثامن والعشرون من شهر ذي القعدة 1435هـ الذكرى الرابعة والثمانون لتوحيد بلادنا المملكة العربية السعودية، ونحن ولله الحمد في أمن وأمان، وتنمية واستقرار .. تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله" الذي سخر كل طاقات الدولة ومواردها لخدمة شعبه الأبي ومجتمعه الوفي الذي يبادل قيادته الإخلاص بالوفاء، والجهد بالعمل، والحب بالدعاء.
إن الاحتفال بهذه الذكرى الغالية تأكيد على استشعار أهمية غرس حب هذا الكيان في نفوس أبناء الوطن، وتأصيل مشاعر الانتماء والعطاء الصادق لهذه الأرض الطاهرة في نفوس مواطنيها، لتبقى لمملكتنا الغالية رفعتها وعزتها ومجدها بحنكة قادتها وسواعد أبناؤها، ولتجسد التفاف هذا الشعب الوفي حول قيادته الرشيدة لتروي قصة وطن لم تتوان قيادته لحظة في سبيل مسيرة الخير والعطاء نحو الرقي والحضارة ونحو تحقيق الرفاه والهناء لأبناء هذا الوطن المعطاء.
ولقد شهدت هذه البلاد المباركة ملحمة كبرى في سبيل معركة التوحيد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز "طيب الله ثراه" حيث أرسى لهذا الشعب قواعد راسخة على أرض صلبة أساسها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فتحققت غايته النبيلة التي عمل من أجلها وأفنى عمره في سبيلها ليسجل التاريخ الحديث أعظم وأنجح وحدة سياسية جمعت الشتات ووحدت الأطراف ووجهت المقاصد إلى بناء ووحدة مملكتنا الغالية على مهد الحضارة ومنبع الرسالة.
ثم إن فصول الملحمة لم تقف عند هذا الحد فقد استلم الراية من بعده أبناؤه البررة ملوك البلاد الذين ساروا على منهجه القويم وقادوا مسيرة التنمية إلى مراتب الرقي والتقدم في كل مجالات الحياة وصولاً إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود "أيده الله" والذي شهدت فيه بلادنا الغالية المزيد من التطور والارتقاء في شتى المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والصحية بعد أن أخذت بأسباب التقدم والازدهار من خلال الخطط التنموية الرامية إلى توطين المعرفة واستثمار القوى البشرية واستغلال الإمكانات المادية المتاحة في شتى مجالات الحياة.
كما لا يفوتني أن أشير إلى اهتمام الدولة "رعاها الله" بتوفير منتجات الدقيق بالأسعار المدعومة للمواطنين والمقيمين وزوار بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف، وبما تحظى به المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق كغيرها من القطاعات الحيوية الهامة بالاهتمام والدعم اللا محدود مما مكنها من أداء واجبها على أكمل وجه.
وبهذه المناسبة المباركة يسرني بإسمي ونيابة عن منسوبي المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق أن نرفع خالص التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمير
سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود – حفظهم الله – وكافة أبناء الشعب السعودي بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعاً، وأن يعيد الله علينا هذه المناسبة أعواماً عديدة وأزمنة مديدة وبلادنا تنعم بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء في ظل القيادة الحكيمة، وأن يوفقنا جميعاً لتحقيق تطلعات ولاة الأمر .. إنه سميع مجيب.