نحتفي اليوم بالذكرى السادسة لبيعة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - ملكاً للمملكة العربية السعودية ومملكتنا تعيش أبهى عصورها في ظل تطورات متتالية وسباقة نحو تنمية وطنية متكاملة ومستدامة، وفق رؤية المملكة 2030. فمنذ تولي خادم الحرمين الشريفين – أيده الله- مقاليد الحكم؛ استطاعت المملكة وخلال فترة وجيزة أن تحقق إنجازات غير مسبوقة في شتى القطاعات والمجالات الصحية والتعليمية والصناعية والزراعية والخدمية، سعياً لتوفير سُبل العيش الكريم للمواطنين والمقيمين.
وقد سخرت القيادة الحكيمة للمواطن على هذه الأرض المباركة سبل العيش الكريم والأمن والراحة ورغد العيش، وشهد الجميع جهود الدولة – حفظها الله - في مواجهة الأزمات التي كان أخرها مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد ولامسنا حرص القيادة على صحة وسلامة المواطن والمقيم على أرض هذا الوطن، دون أي تمييز. حيث اتخذت المملكة ومنذ تفشي هذا الوباء إجراءات وقائية واحترازية لحماية وسلامة المواطنين والمقيمين والتعامل مع الآثار المالية والاقتصادية من خلال إقرار حزمة شاملة من المبادرات العاجلة والمحفزات الاستثنائية. وتعتبر المملكة من أفضل الدول التي بذلت جهوداً استباقيةً واحترازية باحترافية عالية في التعامل مع أزمة كورونا والتصدي لتداعياتها. وقد كانت تلك الجهود محط إشادة من منظمة الصحة العالمية، وصندوق النقد الدولي، والعديد من الدول العالمية.
وتتزامن ذكرى البيعة السادسة مع رئاسة المملكة لاجتماع دول العشرين (G20) والتي أثبتت القيادة الحكيمة من خلالها قدرتها على إدارة دفة المجموعة في هذه السنة الاستثنائية. فما نشهده اليوم من تفاعل وفعاليات للمجموعة على المستوى الافتراضي الذي فرضته الجائحة، والعمل الدؤوب للفرق التي شكّلتها المملكة من أجل الخروج بالنتائج المرجوّة إنما هو تأكيد على أن المملكة جديرة بهذه الرئاسة وقادرة على إحداث الفرق في خضم هذه الظروف والتحديات التي يشهدها العالم.
ونحن في المؤسسة العامة للحبوب وجدنا خلال هذه الأزمة الدعم السخي من القيادة الرشيدة لتوفير كافة سبل تحقيق الأمن الغذائي. حيث استطاعت المملكة بفضل من الله أن تتعامل مع الجائحة بوفرة المخزون الاستراتيجي لكافة السلع الغذائية. فمنذ بداية العام 2020 م تم استيراد 3 مليون طن قمح و7.5 مليون طن شعير وشراء 386 ألف طن قمح من الإنتاج المحلي. كما تقدمت السعودية في مجال التنافسية في مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2020م.
ولتحقيق رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى المواءمة بين متطلبات الأمن الغذائي وجودة المنتجات وتجربة المستهلك، إضافة إلى تحقيق العوائد الاستثمارية العادلة للقطاع الخاص، تم استكمال المرحلة الأولى لتخصيص قطاع إنتاج الدقيق والتي شملت عملية بيع كامل الحصص في شركتين من شركات المطاحن الأربع (شركة المطاحن الأولى وشركة المطاحن الثالثة) لمستثمرين استراتيجيين من القطاع الخاص، بمبلغ إجمالي بلغ نحو(2.8) مليار ريال، ويجري حالياً استكمال تخصيص شركة المطاحن الثانية وشركة المطاحن الرابعة والتي ستنعكس بإذن الله على الارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة للمواطنين والمقيمين من خلال تحسين الأداء وتطوير صناعة الدقيق ومشتقات القمح الأخرى وتقديم المنتجات الجديدة.
وفي الختام أرفع أسمى آيات الولاء وصادق التهاني لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله- بمناسبة هذه الذكرى الغالية، وأدعو الله جلت قدرته أن يحفظ مليكنا وولي عهده بحفظه، وأن يديم على هذا الوطن الغالي أمنه واستقراره وأن يرزقنا شكر النعم.