عام جديد وذكرى خالدة نستذكر فيها تاريخ توحيد وطننا الغالي على يد المغفور له – بإذن الله – الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه، الذي تمكن بإيمانه الراسخ بالله عز وجل، واقتداءً بنبينا الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، أن يلم الشمل ويوحد هذه البلاد تحت راية التوحيد.
إن اليوم الوطني يذكرنا بأن الإيمان الصادق والهمة العالية هي طريق تحقيق الأهداف فبعد رحلة الكفاح لتأسيس هذا الكيان العظيم، بدأت قصة مسيرة تنموية شاملة على يد رجال حملوا الأمانة، وكتبوا مسيرة مجد وطن، وأصبحت الصحاري القاحلة ميداناً لنهضة تنموية شملت جميع القطاعات والمجالات التعليمية والصناعية والزراعية والخدمية، ليسجل وطننا الغالي مكاسب تنموية وحضارية جعلته في مصافِ الدول المتقدمة.
اليوم نحتفل بذكرى اليوم الوطني التسعين، (همّة حتى القمّة) في ظل قيادة مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع "حفظهما الله"، ونحن نكمل مسيرة التنمية، منطلقين نحو آفاق المجد، وفق رؤية المملكة 2030 التي يقوم عليها أبناء هذا الوطن، لتحقيق الاهداف التي رسمتها حكومتنا وفق خطط استراتيجية مدروسة وبتكاتف جميع أبناء هذا الوطن الكريم.
تحل مناسبة اليوم الوطني في السعودية هذا العام، في فترة ذات شأن من تاريخ المنطقة والعالم حيث يشهد فيها العالم أزمة جائحة فيروس كورونا، ووسط ظروف صعبة، وأحداث متسارعة بالغة الصعوبة. إلا أن دولتنا أعزها الله، تحت القيادة الحكيمة من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - رعاهما الله -، وبهمّة الشعب السعودي القوية، استجابت للواقع العالمي وواجهت الأزمات والمتغيرات السريعة التي يعيشها العالم اليوم، بتقديم الدعم المادي والمعنوي لكافة القطاعات والمجالات الصحية والتعليمية والصناعية والزراعية والخدمية.
وتعد المؤسسة العامة للحبوب أحد القطاعات التي أولتها القيادة الرعاية والاهتمام، لما لهذا القطاع من أهمية استراتيجية في دعم الأمن الغذائي للمملكة، فرغم حدة أزمة الوباء وتأثيرها الشديد على سلاسل الإمداد الغذائي في العالم، استطاعت المملكة بفضل من الله ثم دعم القيادة الحكيمة أن تتعامل مع الجائحة بوفرة المخزون الاستراتيجي لكافة السلع الغذائية. وكان ذلك نتيجة أكثر من أربع سنوات من تدابير وأعمال واحتياطات استباقية مخطط لها.
وفي هذا الشأن تمتلك المملكة ولله الحمد سلاسل إمداد موثوقة وقدرات إنتاج يومية قادرة على سد كامل احتياجات المواطنين والمقيمين وبجودة عالية، كما تضم أكبر مخزون غذائي في الشرق الأوسط، فمخازن القمح لوحدها لديها طاقة تخزينية إجمالية بأكثر من 3.3 مليون طن، فيما يبلغ حجم الطاقة الإنتاجية للدقيق أكثر من 15 ألف طن يومياً، وقد حققت السعودية مركز متقدم نحو التنافسية في مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2020.
وكذلك تعمل المؤسسة على مواكبة خططها الاستراتيجية لتحقيق رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى المواءمة بين متطلبات الأمن الغذائي وجودة المنتجات وتجربة المستهلك، إضافة إلى تحقيق العوائد الاستثمارية العادلة للقطاع الخاص، حيث تم استكمال المرحلة الأولى لتخصيص قطاع انتاج الدقيق والتي شملت عملية بيع كامل الحصص في شركتين من شركات المطاحن الأربع (شركة المطاحن الأولى وشركة المطاحن الثالثة) لمستثمرين استراتيجيين من القطاع الخاص، بمبلغ إجمالي بلغ (2.77) مليار ريال، ويجري حالياً استكمال عملية طرح كامل الحصص في شركة المطاحن الثانية وشركة المطاحن الرابعة والتي ستنعكس بإذن الله على الارتقاء بالخدمة المقدمة للمواطنين من خلال تحسين الأداء وتطوير صناعة الدقيق ومشتقات القمح الأخرى وتقديم المنتجات الجديدة.
وفي الختام أدعو الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الامين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز "أيدهما الله"، وأن يديم على بلادنا النعم التي لا تحصى، وأن نعود لمثل هذه الذكرى ونحن نعيش في تطور وسخاء وكل ذكرى ليوم الوطن وهو في عز وتمكين ومنعة...