يعتبر خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- من القادة القلائل الذين يعيشون هموم امتهم وحريصون على السلم والرخاء في العالم اجمع بشتى أطيافه دون تمييز.
وكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي وجهها للأمتين العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي، كلمة ضافية شافية غزيرة المعاني والدلالات رغم وجازه ألفاظها وقلة كلماتها، خاصة أنها صدرت من قائد فذ ناصح مشفق على أمته. وبنظرته الثاقبة يشخص الواقع بكل موضوعية ومصداقية بعيداً عن العاطفة او المجاملة، وتعتبر هذه الكلمة تعبيراً صادقاً عن الواقع ومبادرة صريحة ومسؤولة لمعالجة المشاكل التي يعاني منها العالم من جذورها واستئصال أسبابها وليس معالجة النتائج فقط، فالإرهاب الذي يعاني منه العالم وأصبح ينتشر انتشاراً واسعاً وبدأت أضراره ونتائجه الخطيرة تتفاقم، لا يمكن القضاء عليه بمجهود فردي أو حلول مؤقته، لذا فإن خادم الحرمين الشريفين يحمِّل كافة الاطياف الدولية والاجتماعية في جميع دول العالم وعلماء ومفكرين وأرباب أسر المسؤولية في مقاومة هذا الداء.
و جاءت هذه الكلمة في وقت دقيق و حساس وتنامي الارهاب بكافة صوره و أشكاله وفي ظل أحداث وتحديات عربية وإسلامية ودولية جسيمة وكون العالم العربي والإسلامي يعيش حالات مؤلمة من قتل وتشريد وترويع للشيوخ والنساء والأطفال وهدم للمكتسبات ، والضحية شعوب الأمة الإسلامية والعربية، وقد تضمنت هذه الرســالة الأبوية الكريمة تشخيصًا للداءَ ووصفًا للدواء ، وبينت بكل وضوح حرص خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله- على حفظ كيان الأمتين العربية والإسلامية من هذه الأحداث التي أظهرت الإسلام وكأنه دين تطرف وكراهية وإرهاب.
والكلمة جاءت ليتحمل الجميع كل فيما يخصه المسئولية كامله أمام الله ثم شعوبهم بما يشهده العالم من إرهاب وتطرف سواء من الجماعات والطوائف أو الدول.
كما بينً خطر جماعات تستظل بظل الإسلام وهو منها براء، مشددًا على أن من يروجون لأعمال الإرهاب باسم الإسلام، بعيدون عنه كل البعد، لأن الإسلام دين السماحة والخير والاعتدال والوسطية ، ومن يقول غير ذلك فهو مغالط للحقيقة ومخالف لأمر المسلمين، إذ لا يحق قتل النفس التي حرّم الله وفق أهواء فئات ضالة استباحة دماء المسلمين.
والمملكة كانت ومازالت منذ تأسيسها وهي تمثل القلب النابض لوحدة العالمين العربي والإسلامي بعيدًا عن الغلو، ونصيرة للحق في كل مكان و داحضة للإرهاب بمختلف أشكاله وصوره.